الخميس، 25 يونيو 2009

"البقية فى حياتك" "البقاء للة" "شدحيلك"تمتم بتلك الكلمات التقليدية التى تحمل واقع المجاملة التقليدية اكثر ما تحمل التعاطف او العزاء الحقيقى و هو يسلم بسرعة على صف عائلة صديقة الاقرب اللى وضح عليهم الذهول و الحزن على قريبهم الشاب اللى توفى فجاءة
دخل بسرعة ليلمح قاعة نصف ممتلئة بناس اما جاءوا لمجاملة اقارب صديقة القليلين او زملاء صديقة الراحل فى العمل اللى جاءوا ليعزوا زميلهم السابق و قلة من الشلة القديمة اللى ربما لم يعرف اغلب افرادها بالخبر او ربما عرف البعض و لم يهتم او انشغل بداعى العمل او السفر
"بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم"استمع للمقرىء و هو يتلوا اولى ايات سورة النبأ و فجاءة هاجمة هاجس غريب لماذا اندهش الجميع لوفاة من جاء يعزى فية؟هل لانة مات شابا؟او ليس الموت هو الحقيقة الوحيدة اللى اتفق عليها كل البشر و اتفقوا على انة ليس مرتبطا بصحة او بعمر او باى سوابق او اشارات؟استعاد فى لمح البشر صورة صديقة و مواقفهم سويا و احس وقتها ان موت صديقة فى سن الشباب امرا شديد الطبيعية فصديقة كان يحمل كم من المتناقضات التى يصعب ان تقبل طبيعة الحياة فى كوكبنا وجودة
صديقة اللى كان يقضى نهارة فى وظيفتة الرصينة شديدة الجدية ينفعل على اى خطأ يرتكبة اى من مرؤوسية و يقضى ليلة يقرأ فى مظاهر العصر الملكى فى مصر او يدخل فى مهاترات لا اخر لها على موقع نادية الكروى المفضل مع غيرة من المشجعين المتحمسين
صديقة اللى كان يتسكع احيانا فى قهاوى وسط البلد شديدة البساطة فى مظهرها التى تصل الى حد الفقر اياما و تجدة يتناول عشائة فى مطاعم الخمسة نجوم فى ليالى اخرى
صديقة اللى احيانا تجدة يذوب وسط مجموعة البشر حتى تشعر انة لا يمكنة ان يعيش وحيدا فى اوقات و فجاءة وفى احيانا اخرى تجدة يصنع عالما خاصا بة فى غرفتة يغلقها علية و يرفض ان يتركها بالساعات
صديقة اللى حلم بدخول معهد السينما و رغب فى دخول سياسة و اقتصاد و انتهى بة الحال خريجا لكلية صيدلة
صديقة اللى قضى خمس سنين فى دراسة علمية شديدة الصعوبة انهاها بما يشبة المعجزة و قرر ان يحول مسار حياتة تماما و يغير المجال اللى اختارة لدراساتة العليا فى تناقض رهيب
صديقة الجاد المظهر الخجول اللذى لم يتخيل احد انة يمتلك قلبا رومانسيا يعشق بجنون و يتألم فى صمت
صديقة اللى قضى عمرة يحب و ينتظر ان يجد من يحبة و مات دون ان يجدة
صديقة اللى بحث طويلا عن من يشاركة ضعفة و وحدتة و الامة و هرب طوال الوقت من الارتباط و فضل ان يسجن نفسة فى ذاتية على ان يظلم نفسة بعلاقة فاشلة
صديقة اللى طالما كان وفى لكل من يعرفة و كان يسعى لتلبية نداء كل من يعرفة مهما كانت سطحية علاقتة بة و مهما كان حجم ما يطلبة منة الاخر و الان ها هو يموت وحدة دون ان يجد من يحضر عزائة
صديقة اللى كان يخاف من ربة و يتجنب الحرام فى حياتة بقدر ما استطاع و يفضل ان يظلم(بضم الياء)على ان يظلم(بفتحها) و مع ذلك كان شديد الاهمال فى اداء عباداتة الدينية و ربما يكون يعذب الان على تركة لصلاتة و اهمالة فيها
هل كانت الحياة تحتمل وجود شخص بكل تلك المتناقضات و الغرائب بداخلة؟هل كان من الطبيعى ان يعيش شخص يحمل بداخلة الصفة و عكسها و يستقيم وجودة مؤكد ان كل من صدم فى وفاة صديقة لم يكن يعرفة جيدا او ربما لم يكن يعرفة ابدا لانة لو عرفة لتأكد ان وجود شخص بتلك المواصفات كان شيئا لم تكن تتحملة الحياة المضطربة الغريبة التى نخياها التى تريد من يتعايش معها و صديقة حاول باستماتة ان يفرض اسلوبة الشخصى على حياتة فى محاولة عبثية لتحدى القدر و مقاومتة
"صدق الله العظيم.... الفاااتحة"لكزة احد الاصدقاء النادرين الحاضرين فى كتفة(هااة انت قاعد لامتى العزا خلص)اعاد كرة السلامات و الهمهمات وهو يسلم خارجا و قال لة صديقة وهو مودعا
"البقية فى حياتك الواحد لسة مفاقش من الصدمة" رد علية"لو كنت عرفتة زى كنت عرفت انة ابن موت"ودع الصديقان بعضهما بكلمة واحدة"الله يرحمك يا سامح" ومضى كلا فى طريقة

السبت، 20 يونيو 2009

موعد فتاتى

الساعة الثامنة تماما,وصلت الى باسكوتشى ذلك المكان العبقرى اللى اكتشفتة مؤخرا مبكرا عن موعدى باكثر من نص ساعة
دخلت الى الكافية و بدات فى ممارسة طقوسى المعتادة نظرة شاملة للكافية و اختيار الطاولة اللى هجلس عندها بحيث تكون كاشفة المكان بالكامل ثم اختيار اكثر كرسى يكون مواجهة لقلب المكان بحيث انى الاحظ دخول اى بنت جميلة و طبعا يكون هناك مكان مخرج كهربائى(فيشة) قريب لزوم تشغيل الاب توب
تبقى على موعد فتاتى حوالى ربع ساعة و كنت متأكد انها هتظهر فى موعدها و يمكن قبلة انشغلت بالاب توب و بمراجعة الايميلات
لدرجة انى لم احس بها و هيا تدخل المكان و تقترب منى بل و تسحب كرسيها ذا المسندين الوثيرين لتجلس علية دون ان احس باقترابها او ربما احسست بة و تعمد الاوعى ان يتجاهلها.فكرت و انا اتأمل وجة فتاتى الرقيق بعينيها العسليتين الواسعتين و شعرها الاسود الطويل اللى بتفضل ان تتركة منسدل على احد جانبى وجهها الابيض البشرة و فمها الصغير المرسوم بدقة انى فعلا لا اتعامل معها بما تستحقة
.فتاتى اللى انا متأكد من انها ترحب بمحاربة العالم من اجلى و امضت طوال الفترة الماضية فى تحمل كل عيوبى و عصبيتى و مللى و ضجرى الزائد عن الحدفتاتى اللى بتتفانى فى اسعادى و كم من مرة المح نظرة الحزن الشديد فى عينيها عندما تهاجمنى احد موجات زوغان العين و تراقبنى و انا براقب فتاة اخرى دون اى مراعاة لوجودها معى,فتاتى اللى بتجهد نفسها لحفظ كل ما يسعدنى لتفعلة و كل ما يضايقنى لتبتعد عنة فتعرف الالوان اللى بحبها لترتديها و انواع و الوان المكياج اللى بحبها لتتجمل بها مع انها غير محتاجة اصلا لذلك النوع من الجمال الصناعى
فتاتى اللى بتجتهد فى تغيير نفسها دائما كى ترضينى و تحلم بيوم اكون ملكا لها وحدها دون ان تبدى اى اعتراض ولو صغير على علاقاتى المتشعبة و على صداقاتى اللى كنت متأكد انها تجلدها لكن فى صمتفتاتى اللى بتتحمل مزاجى المتقلب و عدم تقبلى لاى قيود و ضيقى الدائم من اى اسئلة حتى و ان كان دافعها الاوحد ان تطمئن على و عدم ردى احيانا على اتصالاتها دون وجود اى سببكنت اعرف ان موعدنا اليوم سيكون مختلف كنت متوقع انها قادمة لتخبرنى بصراحة انها تريد الابتعاد او على اقل تقدير لتثور و تغضب و تتهم و تهاجم فقد راتنى تلك المرة بعينهاكانت طوال الوقت تعرف انى ارى غيرها و ارافق غيرها و لكنها لم تكن ترانى و كانت تأمل دوما فى تغييرى و لكن اخيرا و بالصدفة البحتة راتنى و بالتأكيد ذلك ذبح كرامتها للمرة الاخيرة كم من مرة كانت تستجدى نظرة حب و انا ابخل عليها كم من مرة كانت تتمنى عن تشابك اصابع او كلمة هامسة فلا تجدها كم من مرة كانت تتوق ليد تربت على كتفها و لا تجد سوى السخرية فماذا سيكون موقفها عندما ترانى افعل كل ذلك مع غيرها الاقل منها فى كل شىء كم و كم وكم .......
."حضرتك تحب تعمل اوردر دلوقتى ولا مستنى حد"اخرجتنى تلك الجملة من افكارى لاجد ذلك الشاب المبتسم المسئول عن الطلبات يسالنى فرديت علية و انا فى حالة اضجار واضح"هو انا مستنى حد بس ياريت المنيو علشان انا اول مرة اجى و مش عارف اية الحاجات الكويسة"ارتبك الشاب فجاءة و قدم لى المنيو بسرعة و لم افهم سر ارتباكة الا بعد ثوانى عندما قال لى"حضرتك بقالك اسبوعين بتنورنا كل يوم بس بتبقى مشغول جدا و بتيجى تقعد لوحدك تشتغل"